٠١‏/٠٨‏/٢٠٠٨

حياة من طرف واحد - سبتمبر 2003 - قصيدة فصحى

محبوبتي

أحتاج أن أحادثك

لأن أبوح

لأن أقول أنني

أخشى الوعود

في عالم

ينسي الوعود صدقها

في عالم من الجمود

أحتاج أن أقول أنني وحيد

في عالم

يختار لي في كل يوم عن عيونك حاجزا

عن ملجأي منفى بعيد

أحتاج أن أقول أنني صغير

فمنذ أعوام مضت

أغلقت عيني دون أحلام الحقيقة ثم نمت

و جاءني يوما طبيب

و قال عني :

" قد هلك

تكاثرا من خلف جفنيه السكات و الأرق

و أنجبا بحرا حبيسا

من دموعه اختنق "

وقال عني أن عقلي كان ساعتها برأسي ، فاحترق

أغلقت عيني دون أحلام الحقيقة ثم نمت

و مر عمري

لم أفق .. وما كبرت

محبوبتي

أحتاج أن أنام في يديكِ .. أنني جريح

فمنذ أن علمت أنني

لم آت من نسل الذبيح

و أنني لست المسيح

و عندما خرجت لم أجد من ينتظر

أدركت أني لم أكن سوى سراب

و ما ملكت من طريق

أو ذُكرت في كتاب

ما كنت إلا – في الليالي – تائها

عبِثا

نبيا للضباب


محبوبتي

أحتاج أن أنام في يديكِ .. أن أنام

لكنني .. أخشى وعودك بالأمان

فلا تزيدي كفك الممدود ودا .. أرجعيه

ولا تظني إن أخذت دفتري الوحيد

في كفي الوحيد ، وانصرفت

أنني جبان

أو أن كفك لم يعد نبعا ذلالا للحنان

لكنني طفل صغير

وجلٌ من الأغراب و الغرف الحبيسة والظلام

و حقيقة الأيدي إذا اجتزت الطريق

لأنني طفل ضرير


فلتتركيني أنزوي و حدي بعيدا

كي أموت

فأنا هنا

عشت الحياة مرة بلا قناع

عشت الحياة مرة في ظل وجهك الصبوح

فرأيت ما يرى المبشر الشريد

كنت المكذَّب الوحيد

سأموت وجهي ضائعا من الجروح

فلتتركيني أنزوي بلاضريح

فما أريد أن يعودني أحد

و ما أريد أن أعود




محبوبتي

أحتاج أن أحادثك

لأن أعيش

لكنني

أهوى المسير في طريقي البعيد

أهوى احتمالات الغروب

لكنني – وحدي –

أريد

أن

أموت

ليست هناك تعليقات: