صديقتي
يحدثونني عن الندم
توابلي التي تفوح في الخزانة
يشمها الرفاق في ملابسي
و لا يرونها على الشفاة
ذبيبة الصلاة فوق هامتي حمامة وحيدة
في العش عند باب غاري العجيب ترقب السماء
تجيل طرفها الغريب في النهار
في القبة الزرقاء
في الغمام
في قمة بيضاء تحجب الأفق
حمامة وحيدة في العش عند باب غاري العجيب
تمد طرفها إلى ظلام الغار مرة
و تطير نحو قمة البياض
في المدى تغيب
صديقني
يحدثونني عن الندم
الناس في دليل هاتفي الصغير غابة مطيرة
غصونها العريضة الأوراق في الصباح
تحجب المطر
في الظهر ساتر من الرياح و الطراد
في الليل مرتقى لكل هاجس خطر
صديقني
يحدثونني عن الندم
ردائي الرسمي فوق ساعدي المجبور سكة جديدة
أخوضها مؤمِّلا في صدر كل عام
في جانب الطريق تنصب الخيام
غجرية الرحيل و الأكف قِبلة الغريب
موشومة تحط عنه حمله الرهيب
و تدير فيه الكأس مرة ، و مرة
يلفه الأفول
و في الصباح يفتح العينين
آخر الطريق
و ينفض الجراب خائفا
ما حجة هناك
في دفتر التطبيب لا طريقة ولا دواء
أرتد للطريق أسبر الفراغ موطئا
ومن إطار ساعدي المكسور
يسقط الرداء
صديقتي .. يحدثونني عن الندم
توابلي التي تفوح في الخزانة
يشمها الرفاق في ملابسي
ولا يرونها على الشفاة
الطائر الذي سررته إليك مرة و عاد
عظامه العجفاء بين أعين الضيفان قبلة العشاء
و الناس عند باب قبري القديم يسمرون
يحدثونني بلا ملال عن مناقب الندم
يحذرونني من الرحيل
والسكوت
و الأمل
و لا يرون الدود فوق جثتي غلالة
غلالة من المرار و الألم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق